فصل: قال ابن الجوزي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأنفق بعضهم نفقة في خير فأكثر فقيل له لا خير في السرف فقال: لا سرف في الخير، وعن عبد الله بن عمر قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسعد وهو يتوضأ فقال: ما هذا السرف يا سعد؟ فقال: أو في الوضوء سرف؟ قال: نعم: وإن كنت على نهر جارٍ ثم نبه تعالى على قبح التبذير بإضافته إياه إلى أفعال الشياطين فقال: {إِنَّ المبذرين كَانُواْ إخوان الشياطين} والمراد من هذه الأخوة التشبه بهم في هذا الفعل القبيح، وذلك لأن العرب يسمون الملازم للشيء أخًا له، فيقولون: فلان أخو الكرم والجود، وأخو السفر إذا كان مواظبًا على هذه الأعمال، وقيل قوله: {إخوان الشياطين} أي قرناءهم في الدنيا والآخرة كما قال: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرحمن نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: 36] وقال تعالى: {احشروا الذين ظَلَمُواْ وأزواجهم} [الصافات: 22] أي قرناءهم من الشياطين، ثم إنه تعالى بين صفة الشيطان فقال: {وَكَانَ الشيطان لِرَبّهِ كَفُورًا} ومعنى كون الشيطان كفورًا لربه، هو أنه يستعمل بدنه في المعاصي والإفساد في الأرض، والإضلال للناس.
وكذلك كل من رزقه الله تعالى مالًا أو جاهًا فصرفه إلى غير مرضاة الله تعالى كان كفورًا لنعمة الله تعالى، والمقصود: أن المبذرين إخوان الشياطين، بمعنى كونهم موافقين للشياطين في الصفة والفعل، ثم الشيطان كفور لربه فيلزم كون المبذر أيضًا كفورًا لربه، وقال بعض العلماء: خرجت هذه الآية على وفق عادة العرب وذلك لأنهم كانوا يجمعون الأموال بالنهب والغارة ثم كانوا ينفقونها في طلب الخيلاء والتفاخر، وكان المشركون من قريش وغيرهم ينفقون أموالهم ليصدوا الناس عن الإسلام وتوهين أهله، وإعانة أعدائه فنزلت هذه الآية تنبيهًا على قبح أعمالهم في هذا الباب.
ثم قال تعالى: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابتغاء رَحْمَةٍ مّن رَّبّكَ تَرْجُوهَا} والمعنى: أنك إن أعرضت عن ذي القربى والمسكين وابن السبيل حياء من التصريح بالرد بسبب الفقر والقلة: {فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا} أي سهلًا لينًا وقوله: {ابتغاء رَحْمَةٍ مّن رَّبّكَ تَرْجُوهَا} كناية عن الفقر، لأن فاقد المال يطلب رحمة الله وإحسانه.
فلما كان فقد المال سببًا لهذا الطلب ولهذا الابتغاء أطلق اسم السبب على المسبب فسمى الفقر بابتغاء رحمة الله تعالى، والمعنى: أن عند حصول الفقر والقلة لا تترك تعهدهم بالقول الجميل والكلام الحسن، بل تعدهم بالوعد الجميل وتذكر لهم العذر وهو حصول القلة وعدم المال، أو تقول لهم: الله يسهل، وفي تفسير القول الميسور وجوه: الأول: القول الميسور هو الرد بالطريق الأحسن.
والثاني: القول الميسور اللين السهل قال الكسائي: يسرت أيسر له القول أي لينته له.
الثالث: قال بعضهم: القول الميسور مثل قوله: {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى} [البقرة: 263] قالوا: والميسور هو المعروف، لأن القول المتعارف لا يحوج إلى تكلف، والله أعلم.
{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29)}.
اعلم أنه تعالى لما أمره بالإنفاق في الآية المتقدمة علمه في هذه الآية أدب الإنفاق، واعلم أنه تعالى شرح وصف عبادة المؤمنين في الإنفاق في سورة الفرقان فقال: {والذين إِذَا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] فههنا أمر رسوله بمثل ذلك الوصف فقال: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ} أي لا تمسك عن الإنفاق بحيث تضيق على نفسك وأهلك في وجوه صلة الرحم وسبيل الخيرات، والمعنى: لا تجعل يدك في انقباضها كالمغلولة الممنوعة من الانبساط: {وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ البسط} أي ولا تتوسع في الإنفاق توسعًا مفرطًا بحيث لا يبقى في يدك شيء.
وحاصل الكلام: أن الحكماء ذكروا في كتب الأخلاق أن لكل خلق طرفي إفراط وتفريط وهما مذمومان، فالبخل إفراط في الإمساك، والتبذير إفراط في الإنفاق وهما مذمومان، والخلق الفاضل هو العدل والوسط كما قال تعالى: {وكذلك جعلناكم أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]. ثم قال تعالى: {فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا} أما تفسير تقعد، فقد سبق في الآية المتقدمة. وأما كونه {ملومًا} فلأنه يلوم نفسه وأصحابه أيضًا يلومونه على تضييع المال بالكلية وإبقاء الأهل والولد في الضر والمحنة، وأما كونه {محسورًا} فقال الفراء: تقول العرب للبعير: هو محسور إذا انقطع سيره وحسرت الدابة إذا سيرها حتى ينقطع سيرها، ومنه قوله تعالى: {يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} [الملك: 4] وجمع الحسير حسرى مثل قتلى وصرعى، وقال القفال: المقصود تشبيه حال من أنفق كل ماله ونفقاته بمن انقطع في سفره بسبب انقطاع مطيته، لأن ذلك المقدار من المال كأنه مطية يحمل الإنسان ويبلغه إلى آخر الشهر أو السنة، كما أن ذلك البعير يحمله ويبلغه إلى آخر المنزل فإذا انقطع ذلك البعير بقي في وسط الطريق عاجزًا متحيرًا فكذلك إذا أنفق الإنسان مقدار ما يحتاج إليه في مدة شهر بقي في وسط ذلك الشهر عاجزًا متحيرًا ومن فعل هذا لحقه اللوم من أهله والمحتاجين إلى إنفاقه عليهم بسبب سوء تدبيره وترك الحزم في مهمات معاشه.
ثم قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ} والمقصود أنه عرف رسوله صلى الله عليه وسلم كونه ربًا. والرب هو الذي يربي المربوب ويقوم بإصلاح مهماته ودفع حاجاته على مقدار الصلاح والصواب فيوسع الرزق على البعض ويضيقه على البعض.
والقدر في اللغة التضييق، ومنه قوله تعالى: {وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} [الطلاق: 7] وقوله تعالى: {وَأَمَّا إِذَا مَا ابتلاه فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} [الفجر: 16] أي ضيق وإنما وسع على البعض لأن ذلك هو الصلاح لهم قال تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ الله الرزق لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ في الأرض ولكن يُنَزّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَآء} [الشورى: 27].
ثم قال تعالى: {إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} يعني أنه تعالى عالم بأن مصلحة كل إنسان في أن لا يعطيه إلا ذلك القدر، فالتفاوت في أرزاق العباد ليس لأجل البخل، بل لأجل رعاية المصالح. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {وإما تعرضَنَّ عنهم ابتغاء رحمةٍ من ربّك ترجوها فقل لهم قولًا ميسورًا}
فيه تأويلان: أحدهما: معناه إذا أعرضت عمن سألك ممن تقدم ذكره لتعذره عندك {ابتغاء رحمة من ربك ترجوها} أي انتظارًا للزرق منه {فقل لهم قولًا ميسورًا} أي عِدْهم خيرًا ورد عليهم ردًا جميلًا، وهذا قول الحسن ومجاهد. الثاني: معناه إذا أعرضت عمن سألك حذرًا أن ينفقه في معصية فمنعته ابتغاء رحمة له فقل لهم قولًا ميسورًا، أي لينًا سهلًا، وهذا قول ابن زيد.
قوله عز وجل: {إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} أي ويقتر ويقلل.
{إنه كان بعباده خبيرًا بصيرًا} يحتمل وجهين:
أحدهما: خبيرًا بمصالحهم بصيرًا بأمورهم.
والثاني: خبيرًا بما أضمروا بصيرًا بما عملوا. اهـ.

.قال ابن عطية:

{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26)}.
اختلف المتأولون في {ذي القربى}، فقال الجمهور: الآية وصية للناس كلهم بصلة قرابتهم، خوطب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، والمراد الأمة، وألحق في هذه الآية ما يتعين له من صلة الرحم وسد الخلة والمواساة عند الحاجة بالمال والمعونة بكل وجه، قال بنحو هذا الحسن وعكرمة وابن عباس وغيرهم، وقال علي بن الحسين في هذه: هم قرابة النبي عليه السلام، أمر النبي عليه السلام بإعطائهم حقوقهم من بيت المال.
قال القاضي أبو محمد: والقول الأول أبين، ويعضده العطف بـ {المسكين وابن السبيل}. {وابن السبيل} هنا يعم الغني والفقير إذ لكل واحد منهما حق وإن اختلفا، {وابن السبيل} في آية الصدقة أخص، والتبذير إنفاق المال في فساد أو في سرف في مباح، وهو من البذر، ويحتمل قوله تعالى: {المبذرين} أن يكون اسم جنس، ويحتمل أن يعني أهل مكة معينين، وذكره النقاش، وقوله تعالى: {إخوان} يعني أنهم في حكمهم، إذ المبذر ساع في فساد والشيطان أبدًا ساع في فساد، و{إخوان} جمع أخ من غير النسب، وقد يشذ، ومنه قوله تعالى في سورة النور {أو إخوانهن أو بني إخوانهن} [النور: 31] والإخوة جمع أخ في النسب ومقد يشذ، ومنه قوله تبارك وتعالى: {إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات: 10] وقرأ الحسن والضحاك: {إخوان الشيطان} على الإفراد، وكذلك في مصحف أنس بن مالك، ثم ذكر تعالى كفر الشيطان ليقع التحذير من التشبه به في الإفساد مستوعبًا بينًا، وقوله تعالى: {وإما تعرض}، الضمير في {عنهم} عائد على من تقدم ذكره من المساكين وبني السبيل، فأمر الله تعالى نبيه في هذه الآية إذا سأله منهم أحد، فلم يجد عنده ما يعطيه فقابله رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإعراض تأدبًا منه في أن لا يرده تصريحًا، وانتظار الرزق من الله تعالى يأتي فيعطي منه، أن يكون يؤنسه بالقول الميسور، وهو الذي فيه الترجية بفضل الله تعالى والتأنيس بالميعاد الحسن والدعاء في توسعة الله تبارك وتعالى وعطائه، وروي أنه عليه السلام كان يقول بعد نزول هذه الآية، إذا لم يكن عنده ما يعطي: يرزقنا الله وإياكم من فضله، فالرحمة على هذا التأويل الرزق المنتظر، وهذا قول ابن عباس ومجاهد وعكرمة، وقال ابن زيد: الرحمة الأجر والثواب، وإنما نزلت الآية في قوم كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأبى أن يعطيهم لأنه عليه الصلاة والسلام كان يعلم منهم نفقة المال في فساد، فكان يعرض عنهم رغبة الأجر في منعهم لئلا يعينهم على فسادهم، فأمره الله تعالى بأن يقول لهم {قولًا ميسورًا} يتضمن الدعاء في الفتح لهم والإصلاح.
قال القاضي أبو محمد: وقال بعض أهل التأويل الأول، نزلت الآية في عمار بن ياسر وصنفه، والميسور مفعول من لفظة اليسر، تقول يسرت لك كذا إذا أعدَدته، وقوله: {ولا تجعل يدك} الآية، روي عن قالون كل البصط بالصاد، ورواه الأعشى عن أبي بكر، واستعير لليد المقبوضة جملة عن الإنفاق المتصفة بالبخل الغل إلى العنق، واستعير لليد التي تستنفد جميع ما عندها غاية البسط ضد الغل، وكل هذا في إنفاق الخير، وأما إنفاق الفساد فقليله وكثيره حرام، وهذه الآية ينظر إليها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل البخيل والمتصدق» والحديث بكامله، والعلامة هنا لاحقة ممن يطلب من المستحقين فلا يجد ما يعطي، والمسحور المنفه الذي قد استنفدت قوته تقول حسرت البعير إذا أتعبته حتى لم تبق له قوة فهو حسير، ومنه قول الشاعر: الطويل:
لهن الوجى لم كن عونًا على السرى ** ولا زال منها ظالع وحسير

ومنه البصر الحسير وهو الكال، وقال ابن جريج وغيره في معنى هذه الآية، لا تمسك عن النفقة فيما أمرتك به من الحق، ولا تبسطها كل البسط فيما نهيتك عنه، وقال قتادة: التبذير النفقة في معصيه الله، وقال مجاهد: لو أنفق إنسان ماله كله في حق لم يكن تبذيرًا، ولو أنفق مدًا في باطل تبذيرًا.
قال القاضي أبو محمد: وهذا فيه نظر، ولا بعض البسط لم يبح فيما نهى عنه. ولا يقال في المعصية ولا تبذر، وإنما يقال ولا تنفق ولو باقتصاد وقوام، ولله در ابن عباس وابن مسعود فإنهما قالا: التبذير الإنفاق وفي غير حق، فهذه عبارة تعم المعصية والسرف في المباح، وإنما نهت هذه الآية عن استفراغ الوجد فيما يطرأ أولًا من سؤال المؤمنين لئلا يبقى من يأتي بعد ذلك لا شيء له أو لئلا يضيع المنفق عيالًا ونحوه، ومن كلام الحكمة: ما رأيت قط سرفًا إلا ومعه حق مضيع، وهذه من آيات فقه الحال، ولا يبين حكمها إلا باعتبار شخص من الناس، وقوله: {إن ربك يبسط} الآية، والمعنى كن أنت يا محمد على ما رسم لك من الاقتصاد وإنفاق القوام ولا يهمنك فقر من تراه كذلك فإنه بمرأى من الله ومسمع وبمشيئة، {ويقدر} معناه ويضيف، وقوله تعالى: {إنه كان بعباده خبيرًا بصيرًا} أي يعلم مصلحة قوم في الفقر ومصلحة آخرين في الغنى، وقال بعض المفسرين وحكاه الطبري: إن الآية إشارة إلى حال العرب التي كانت يصلحها الفقر، وكانت إذا شبعت طغت وقتلت غيرها وأغارت، وإذا كان الجوع والقحط شغلهم. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {وآت ذا القربى حقَّه} فيه قولان.
أحدهما: أنه قرابة الرجل من قبَل أبيه وأُمِّه، قاله ابن عباس، والحسن، فعلى هذا في حقهم ثلاثة أقوال:
أحدها: أن المراد به: بِرُّهم وصِلَتهم.
والثاني: النَّفقة الواجبة لهم وقت الحاجة.
والثالث: الوصيَّة لهم عند الوفاة.
والثاني: أنهم قرابة الرسول، قاله علي بن الحسين عليهما السلام، والسدي.
فعلى هذا، يكون حقهم: إِعطاؤهم من الخُمس، ويكون الخطاب للوُلاة.
قوله تعالى: {والمسكينَ وابنَ السبيل} قال القاضي أبو يعلى: يجوز أن يكون المراد: الصدقات الواجبة، يعني: الزكاة، ويجوز أن يكون الحق الذي يَلزمه إِعطاؤه عند الضرور إِليه.
وقيل: حق المسكين، من الصدقة، وابن السبيل، من الضيافة.
قوله تعالى: {ولا تبذِّر تبذيرًا} في التبذير قولان:
أحدهما: أنه إِنفاق المال في غير حق، قاله ابن مسعود، وابن عباس.
وقال مجاهد: لو أنفق الرجل ماله كلَّه في حقٍّ، ما كان مبذِّرًا، ولو أنفق مُدًّا في غير حق، كان مبذِّرًا.
قال الزجاج: التبذير: النفقة في غير طاعة الله، وكانت الجاهلية تنحر الإِبل وتبذِّر الأموال تطلب بذلك الفخر والسُّمعة، فأمر الله عز وجل بالنفقة في وجهها فيما يقرِّب منه.
والثاني: أنه الإِسراف المتلفِ للمال، ذكره الماوردي.
وقال أبو عبيدة: المبذِّر: هو المُسرف المُفسد العائث.
قوله تعالى: {إِن المبذِّرين كانوا إِخوان الشياطين} لأنهم يوافقونهم فيما يدعونهم إِليه، ويشاكلونهم في معصية الله، {وكان الشيطان لربه كفورا} أي: جاحدًا لنِعَمه.